د.سعود آل طالب للاستشارات القانونية
ما هي الوصية الوصية هي هبة الانسان غيره عينا ًأو ديْنا ًأو منفعة على أن يملك الموصى له الهبة بعد الموت، وبمعنى آخر هي التبرع بالمال بعد الموت. وبمعنى آخر هي عبارة عن شيء يمنحه الإنسان لشخص آخر عندما يكون غائبا ًأو عند وفاته .
وقد دلّ على مشروعية الوصية القرآن الكريم، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز “كُتِبَ عَلَيْكُم إذَا حَضَرَ أحَدَكُمُ المَوْتُ إنْ تَرَكَ خَيْرا ًالوَصِيّةُ لِلوَالْدَيْنِ والأقْرَبِينَ حَقّا ًعَلَى المُتّقِين”. كما روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما حقّ امرئٍ مسلمٍ له شيءٌ يريد أن يوصِي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده”. فقال ابن عمر ما مرت على ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إلا وعندي وصيتي .
ومن حكم الشارع في الوصية أنها عمل ينتفع به المسلم بعد وفاته في حسن إدارة أمواله أولاده، وبيان ما له وما عليه من حقوق وواجبات. ومنها أنها أبرأ للذمم وعدم انشغالها بالديون التي على الموصي، وقطع الطريق أمام من يدّعي أن له حقا ًعند الموصي. ثم إنها صدقة قد تصدق الله بها على الموصي بعد وفاته استمرارا ًلطلب الثواب وزيادة ًفي عمل الصالحات بعد الموت. كما أنها تذكرة للآخرة والعمل لما بعد الموت، فالدنيا دار ممر وليس مستقر .
حكم كتابة الوصية :-
يدور حكم الوصية بين الايجاب والاستحباب، والكراهة والتحريم :
– اذ تكون الوصية واجبة اذا كان على الانسان دًيْن لا بينه به، أي أنه مدين لشخص ما ولا يعلم أحد بذلك الدّيْن إلا الله سبحانه وتعالى .
– وتكون الوصية مستحبة اذا كان الموصي صاحب أموال وورثته كذلك، فيوصي لنفسه ولورثته وللمسلمين ما يرى فيه النفع والحاجة له وللمسلمين .
– وتكون مكروهة في حال كان الموصي قليل المال، وكان ورثته محتاجين، فهو بهذه الحالة يضيق على الورثة. اذ قال صلى الله عليه وسلم “إنك ان تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس” .
– وتكون الوصية محرمة ويؤثم صاحبها في حال أوصى بزيادة عن الثلث، وأيضا ًاذا كانت الوصية لوارث، لقوله صلى الله عليه وسلم “لا وصيّة لوارث” .
أفضل محامي في الرياض يمكنه التوضيح والشرح لكم عن كل ما يخص الوصايا والقضايا المتعلقة بها وأركانها، فلا تترددوا بالتواصل معنا .
أركان الوصية :-
وللوصية أربعة أركان رئيسية وهي :
1- الموصي: وهو من صدرت منه الوصية، ويجب أن تتحقق فيه الشروط التالية :
– أن يكون كامل الأهلية، صادق الارادة، ومستقر في حياته .
– ألا يكون الموصي مدين بديْن يستنفذ كل تركته وماله، لأن سداد الديون مقدم على تنفيذ الوصية .
2- الموصى له: وهو الشخص المستفيد من الوصية، ويجب أن يستوفي بعض الشروط أيضا ًوهي :
– ألا يكون وارث للموصي .
– أن يكون الموصى له معينا ًفإن كان مجهول فلا تصح له الوصية .
– أن يكون الموصى له أهل للتملك، فإن كان ممن لا يصح تملكه فلا تصح له الوصية .
– أن يكون الموصى له حيا ًأو يؤول إلى حياة كالجنين في رحم أمه .
– ألا يكون الموصى له قاتل للموصي .
– قبول الموصى له بالوصية .
3- الموصى به: وهو كل ما تحمله الوصية من قول أو كتابة أو ما يقوم مقامهما، ويشترط فيه ما يلي :
– أن يكون بعد موت الموصي، فإن كان قلب ذلك يعتبر هبة وليس وصية .
– أن يكون قابل للتمليك .
– وأن يكون مباحا ً .
4- الموصى إليه: وهو الشخص المأمور بالتصرف في الوصية بعد الموت، ويسمى بالوكيل عن الوصية أو الناظر على الوصية، ويشترط فيه ما يلي :
– التكليف والرشد .
– الإسلام والعدالة .
يمكنكم التواصل بشكل مباشر مع أفضل شركات للمحاماة والاستشارات القانونية في الرياض من خلال الأرقام الظاهرة على الموقع الالكتروني الخاص بنا .
مبطلات الوصية :-
تبطل الوصية في حال كانت غير مستوفية للشروط، ومن ذلك ما يأتي :
– موت الموصى له .
– رد الموصى له الوصية .
– قتل الموصى له الموصي .
– إنكار الموصي عن الوصية ورجوعه .
– تلف الموصى به .
أهمية كتابة الوصية :-
لا يمكن التغاضي عن أهمية كتابة الوصية، وحفاظا ًعلى الحقوق من الضياع فإن كتابتها أمر هام وضروري. اذ أن القانون السعودي قد أشار إلى الكتابة كأول شرط تثبت به الوصية، وقد جاء فيه أن ان قام شخص بكتابة وصية ما بقلمه وبخط يده. وتحقق فيما بعد أن الخط خطه والتوقيع توقيعه فإن الكتابة هنا تكون كافية في اثبات الوصية حتى ولو لم يشهد عليها أحد .
بالإضافة إلى كتابة الوصية، يأتي الاشهاد كثاني شرط تثبت من خلاله الوصية ويتم اللجوء إليه في الحالة التي يكون فيها الشخص الموصي جاهلا ً.أي أميا ًلا يعرف الكتابة والقراءة مما يتعذر عليه كتابة وصيته .
وفي ختام مقالنا شركة المحامي الدكتور سعود آل طالب وجميع من يعملون به جاهزون على مدار الساعة للرد على كافة استشاراتكم القانونية الدقيقة.